قام الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، مساء أمس السبت، بعقد لقاء موسع بمتحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي، مع أكثر من 60 سفيراً مصرياً وقنصلاً عاماً وزوجاتهم من الموفدين لتمثيل جمهورية مصر العربية بالخارج وذلك قبل سفرهم لتولي مهام مناصبهم في الخارج.
وشارك فى الحضور عدد من قيادات الوزارة من بينهم نائب الوزير لشئون السياحة، والأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، والرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، ومساعدي الوزير لكل من الشئون الفنية والترويج، والمُشرفي على كل من إدارة الآثار المستردة والإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات بالوزارة، ومستشاري الوزير لكل من التواصل والعلاقات الخارجية والإعلام.
واستهل الدكتور خالد العناني كلمته بالترحيب بالحضور، والإعراب عن سعادته لتواجده اليوم معهم في هذا المكان العريق في مبادرة تعد الأولي من نوعها ولن تكون الأخيرة، مشيراً إلى أن اللقاء جاء في إطار التعاون والتنسيق الدائم والمستمر بين وزارتي السياحة والآثار والخارجية المصرية وحرصاً علي تحقيق مزيد من التفاعل والتواصل المستمر مع أكبر عدد ممكن من سفراء وقناصل مصر في الخارج لما لهم من دور أساسي وفعال ومحوري في ملفات السياحة والآثار ولا سيما في ظل الظروف الراهنة والتواصل مع الدول المختلفة وإبراز ما تقوم به مصر من جهود حثيثة وإجراءات كبيرة لتطوير صناعة السياحة المصرية بما يساهم في رفع مكانتها التنافسية بين مصاف الدول السياحية الكبرى، متمنياً التوفيق لهم في مهتمهم الجديدة.
وأكد الوزير على أهمية الدور الذي يقوم به السفراء للترويج للسياحة المصرية والذي كان له أثراً في زيادة أعداد السياحة الوافدة لمصر من الدول المختلفة، وذلك إلى جانب أدوارهم السياسية الهامة.
وأشار الدكتور خالد العناني إلى ضرورة فتح آفاق للتعاون جديدة بين هؤلاء السفراء والوزارة وتعريفهم بقيادات وفرق العمل بالوزارة للتنسيق المستمر في كافة المجالات، لافتاً إلى أنه سيتم إيجاد آلية لموافاتهم بالعديد من البيانات والمعلومات التي تخص ملف السياحة والآثار والتي تعمل عليها الوزارة أولاً بأول ، وكذلك إرسال لهم بصفة دورية النشرة الإخبارية الشهرية الخاصة بالوزارة باللغتين العربية والإنجليزية.
وخلال كلمته، وجه وزير السياحة والآثار الشكر لوزارة الخارجية المصرية وخاصة في ظل التعاون المستمر بينها وبين وزارة السياحة والآثار في العديد من المجالات والملفات الهامة ومنها على سبيل المثال ملف استرداد الآثار المصرية، والعديد من الاتفاقيات والعمل مع منظمة اليونسكو.
وتحدث أيضاً عن الدور الهام الذي قامت به وزارة الخارجية خلال أزمة جائحة فيروس كورونا والسفارات المصرية بالخارج من خلال إبراز الإجراءات الاحترازية التي قامت بها الحكومة المصرية، والتأكيد على أمن وأمان مصر كمقصد سياحي مما ساهم بقدر كبير في عودة السياحة لمصر مرة أخرى.
وخلال اللقاء، قدم الدكتور خالد العناني عرضاً تقديمياً استعرض خلاله العديد من الملفات الهامة منها ملامح الاستراتيجية الإعلامية للترويج السياحي لمصر التي تم إعدادها تمهيداً لإطلاق حملة دولية للترويج السياحي لمصر لمدة 3 سنوات تبدأ في الربع الأخير من العام الجاري.
ووصف الاستراتيجية بأنها تعتبر منهجاً واضحاً وجديداً يتضمن الرؤية والرسالة وأولويات الترويج في خطة مرحلية واضحة بما سيساهم في وضع الآليات اللازمة التي سيتم على أساسها تنفيذ الاستراتيجية على أرض الواقع للترويج للمقصد السياحي المصري ومنتجاته المتنوعة في الأسواق السياحية المستهدفة خلال الثلاث سنوات القادمة في ضوء المتغيرات الحديثة لهذه الأسواق.
وتطرق الوزير للحديث عن الاجراءات المطلوبة لدخول السائحين إلى مصر، هذا بالإضافة الى ما تقوم به الدولة المصرية في حال الإصابة البسيطة لأحد السائحين بالفيروس.
وتحدث الدكتور خالد العناني عن الجهود التي تقوم بها الدولة المصرية لجذب المزيد من الحركة السياحية الوافدة للمقصد السياحي المصري خاصة منذ استئناف الحركة السياحية في يوليو 2020، واستعرض الحوافز التشجيعية والتسهيلات التي تقدمها الحكومة المصرية لدفع الحركة السياحية الوافدة اليها وتشجيع كبرى منظمي الرحلات السياحة العالمية على تنظيم مزيد من الرحلات الى المقصد السياحي المصري.
وتضمن العرض التقديمي مقاطع مختلفة من الأفلام الترويجية التي أطلقتها الوزارة.
وأضاف أن مصر تعمل الآن على خلق منتج سياحي جديد متكامل يجعل السائح يستمتع بتجربة سياحية فريدة ومميزة ويعطيه فرصة للاستمتاع بالأنماط السياحية المختلفة خلال زيارته لمصر من خلال دمج منتج السياحة الثقافية بمنتج السياحة الشاطئية والترفيهية.
وأوضح في ذلك الإطار تم إنشاء متحفين للآثار في مدينتي الغردقة وشرم الشيخ حتى يستطيع السائح الاستمتاع بالأماكن الشاطئية المشمسة والطبيعة الخلابة صباحاً وزيارة هذه المتاحف ليلاً للتعرف على الحضارة المصرية العريقة، بالإضافة إلى العمل على ربط مدن وادي النيل بالمدن السياحية الساحلية في منتج جديد عن طريق استحداث خطوط طيران داخلي تربط بين الأقصر وشرم الشيخ والغردقة وأسوان وأبو سمبل.
وتحدث أيضاً عن آخر الاكتشافات الأثرية، وافتتاحات متاحف شرم الشيخ وكفر الشيخ والمركبات الملكية وسوهاج والمطار وغيرها، إلى جانب الافتتاحات الأخرى مثل المعبد اليهودي وقصر البارون، مستعرضاً المشاريع الأثرية التي يتم العمل بها حالياً مثل ترميم قصر محمد علي شبرا وغيره.
وألقت وزير مفوض داليا عبد الفتاح المُشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات بوزارة السياحة والآثار، كلمة رحبت خلالها بالحضور، مؤكدة على أهمية تنظيم مثل هذه اللقاءات في تعزيز التواصل الفعال بين وزارتي السياحة والآثار ووزارة الخارجية بقطاعاتها وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج تنفيذاً للاستراتيجية الإعلامية للترويج السياحي لمصر والتي توصي بالتواصل مع القطاعين الحكومي والخاص في الدول المضيفة، وكذلك التنسيق بين الجانبين لمدّ شبكة الاتفاقيات الدولية في مجالات استرداد الآثار المصرية المسروقة والمهربة بطريقة غير شرعية، وتعزيز علاقات التعاون بين مصر والمنظمات الدولية المختصة وعلى رأسها منظمة السياحة العالمية، ومنظمة اليونسكو، ومنظمة الاسيسكو وغيرها.
وألقى السفير عمر عامر مساعد وزير الخارجية لقطاع السلك الدبلوماسي والقنصلي والتفتيش كلمة ممثلاً عن السادة السفراء والقناصل العامة، وجه خلالها الشكر للسيد وزير السياحة والآثار على دعوته الكريمة للقاء اليوم، واهتمامه بمدّ أواصر التعاون مع سفراء مصر وقناصلها العامة، وإفادتهم بأهم دعائم وأساسيات الاستراتيجية الإعلامية للترويج السياحي لمصر، والاستماع الى آرائهم ومقترحاتهم في هذا الصدد.
وخلال اللقاء، تحدث زياد حسام المدير التنفيذي لشركة Spring Touristic Investments المطورة لخدمات الزائرين بقلعة صلاح الدين الأيوبي، حيث قام باستعراض أعمال تطوير ورفع كفاءة خدمات الزائرين بالقلعة، وأعمال الصيانة والتطوير لجامع محمد علي باشا، وكذلك لبرج الساعة.
وأشار إلى أنه لم يكن على الشركة فقط تنفيذ أعمال صيانة متميزة وإنما تطوير الخدمات بطريقة تتماشي مع متطلبات العصر الحديث مع الحفاظ علي الطابع التاريخي لقلعة صلاح الدين الأيوبي، واستهداف سياحة مختلفة من خلال تقديم المادة العلمية والترفيهية والخدمات التي تتناسب مع مكانة مصر وما تمتلكه من آثار.
كما قدم عرضاً تقديمياً يتضمن عرض مفصل بالصور للأعمال قبل وبعد التطوير، مشيراً إلى أن أعمال الصيانة تضمنت جلي رخام الأرضيات وأعمال الإضاءة الخارجية لجامع محمد علي، وأعمال الإضاءة ببيت الصلاة، كما تضمنت تنظيف القباب وترميم مدفع رمضان، واستخدام بعض الأثاثات الحديثة لتمكين الزائرين من استراحة قصيرة أثناء الجولة التفقدية بالمنطقة، واستبدال منافذ البيع القديمة بأخرى حديثة مع استخدام التكنولوجيا الجديدة.
وأشار إلى أنه تم الانتهاء من إصلاح الساعة الخاصة ببرج الساعة والتي تمت بأيادي مصرية خالصة بعد فترة توقف دامت لسنوات طويلة لتعود للحياة وتعمل مرة اخري وتدق اجراسها من جديد.
الرابط المختصر: https://propertypluseg.com/?p=35085