صرّح أحمد عبد الحميد، رئيس قطاع المبيعات بشركة كيان للتطوير العقاري، أن نهاية الربع الأخير من عام 2025 تشهد حالة نشاط واضحة داخل السوق العقاري المصري بشكل عام، ومنطقة غرب القاهرة بشكل خاص، إلا أن هذا النشاط لم يعد قائمًا على الاندفاع الشرائي، بل على الانتقاء الواعي، حيث أصبح العميل أكثر تدقيقًا في القرار الاستثماري، وأكثر حساسية تجاه السعر الحقيقي مقابل القيمة، مؤكدًا أن معدلات الاستفسارات ارتفعت بنسب تتراوح بين 18% و22% مقارنة بمنتصف 2025، بينما تحولت قرارات الشراء الفعلية إلى قرارات مدروسة ومؤجلة نسبيًا.
وأوضح عبد الحميد أن غرب القاهرة باتت تمثل حاليًا المنطقة الأكثر توازنًا بين السعر، والعائد، وفرص النمو المستقبلي، وهو ما عزز من جاذبيتها سواء للمشتري السكني أو المستثمر متوسط وطويل الأجل.
سيكولوجية العميل في 2025: من “الشراء الآمن” إلى “الاستثمار الذكي”
وأشار عبد الحميد إلى أن السلوك الشرائي للعملاء شهد تحولًا جذريًا خلال النصف الثاني من 2025، حيث لم يعد العميل يبحث فقط عن ملاذ آمن لحفظ القيمة، بل عن أداة استثمارية ذكية قادرة على توليد عائد فعلي أو رأسمالي، موضحًا أن أكثر من 65% من عملاء غرب القاهرة باتوا يقيمون المشروع وفق 3 معايير رئيسية وهي وضوح الرؤية التشغيلية للمشروع ، وكذلك مرونة أنظمة السداد مقارنة بالدخل الحقيقي ، والقدرة المستقبلية على إعادة البيع أو تحقيق عائد إيجاري
وأضاف عبد الحميد أن هذا التحول فرض على شركات التطوير إعادة صياغة خطابها البيعي من خطاب ترويجي إلى خطاب استثماري تحليلي يخاطب عقل العميل لا عاطفته فقط.
القوة الشرائية للعميل: ليست أقل.. لكنها أعقل
وأكد عبد الحميد أن الحديث عن تراجع القوة الشرائية بصورتها المطلقة غير دقيق، موضحًا أن القوة الشرائية أُعيد توزيعها لا اختفاؤها، حيث أصبح العميل يقبل على وحدات أصغر مساحة، أعلى كفاءة، وأكثر مرونة في السداد، مشيرًا إلى أن الوحدات التي تتراوح قيمتها بين 2.5 إلى 5 ملايين جنيه هي الأكثر طلبًا في غرب القاهرة بنهاية 2025.
وذكر عبد الحميد أن الشركات التي نجحت في مواءمة أسعارها مع هذا النطاق السعري، وربطت السعر بقيمة تشغيلية حقيقية، حققت نسب مبيعات تجاوزت 80% من مستهدفاتها البيعية رغم التحديات الاقتصادية.
توقعات الربع الأول من 2026: نمو مبيعات انتقائي واستقرار سعري نسبي
وتوقع عبد الحميد أن يشهد الربع الأول من 2026 نموًا انتقائيًا في المبيعات بنسبة تتراوح بين 10% و15% في غرب القاهرة، مع حالة من الاستقرار السعري النسبي مقارنة بالزيادات الحادة السابقة، موضحًا أن السوق سيدخل مرحلة “التثبيت الذكي للأسعار” بدلًا من القفزات السعرية غير المدروسة.
وأشار عبد الحميد إلى أن المشروعات التي تمتلك تصورًا واضحًا للتشغيل، وخطة تسويق قائمة على تحليل بيانات العملاء، ستكون الأكثر استفادة خلال هذه المرحلة.
لماذا لم تعد الخطط البيعية التقليدية كافية؟
وألمخ عبد الحميد إلي أن الاعتماد على الإعلانات التقليدية، والعروض السعرية فقط، لم يعد ضمانة لتحقيق المستهدفات البيعية، مؤكدًا أن السوق الحالي يحتاج إلى خطط تسويق قائمة على تحليل البيانات وسلوك العملاء ، وتوافر فرق مبيعات مؤهلة للحديث بلغة الاستثمار لا البيع ، بالاضافه إلي تواجد حلول تمويلية مرنة تحاكي الدخل الحقيقي لا الافتراضي
وإستكمل عبد الحميد بأن الشركات التي لم تطور أدواتها البيعية ستواجه صعوبة حقيقية في الحفاظ على معدلات التدفق النقدي خلال 2026.
ضمانة النجاح في 2026: القيمة قبل السعر
واختتم عبد الحميد بالتأكيد على أن ضمانة نجاح تسويق وبيع المشروعات العقارية خلال 2026 لن تكون في خفض السعر، بل في تعظيم القيمة، موضحًا أن المشروع القادر على تحقيق عائد استثماري سنوي يتراوح بين 12% و18% سيكون الأكثر جذبًا للعملاء، والأكثر قدرة على مواجهة تقلبات معدلات التضخم في السوق العقاري المصري ، كما أن السوق العقاري في غرب القاهرة مقبل على مرحلة نضج حقيقية، تكافئ المطور الذي يفهم عميل اليوم، ويخطط لعميل الغد، ويقدم منتجًا متوازنًا يحقق رضاء العميل واستدامة نمو الشركة في آن واحد.
الرابط المختصر: https://propertypluseg.com/?p=162262










