صرّح الدكتور أحمد صقر، رئيس مجلس إدارة شركة SDC لإدارة الأصول العقارية والرئيس التنفيذي لمنصة فريدة للتكنولوجيا العقارية، أن ما يشهده السوق العقاري المصري خلال عام 2025، في ظل حالة الركود الواضحة، يؤكد أن النجاح لم يعد حليف من يرفع الشعارات أو يعتمد على الزخم الإعلامي، بل أصبح نتاجًا مباشرًا للأفكار المختلفة، والحلول العملية، والانحياز الحقيقي لقدرة العميل الشرائية.
وأوضح صقر أن طرح ستة مشروعات جديدة في منطقة R8 خلال شهرين فقط، في توقيت شديد الحساسية للسوق، كشف بوضوح الفروق بين من يكرر نماذج تقليدية، ومن يجرؤ على تقديم خيال جديد مبني على سؤال جوهري: كيف يستفيد العميل أولًا؟، مشيرًا إلى أن أحد هذه المشروعات وهو مشروع شركه دومينار الاخير نجح في تحقيق مبيعات قياسية لأنه تعامل مع الأزمة بمنطق مختلف تمامًا.
وأضاف صقر أن أول عناصر النجاح تمثلت في سياسة تسعير ذكية، حيث بدأ المشروع بسعر متر أقل من التسعير الذي انتهى إليه المنافسون، بما يضمن أن السعر من أول مرحلة وحتى آخر تسكين يظل أقل من المشروعات الأقدم والأعلى سعرًا في نفس المنطقة، وهو ما خلق هامش أمان حقيقي للمشتري والمستثمر معًا.
وأشار صقر إلى أن العنصر الثاني كان مدد السداد، حيث تم طرح المشروع على 12 سنة تقسيط وفق معادلة القيمة الحالية (NPV)، في وقت يبيع فيه المنافسون على 8 و10 سنوات، وهو فارق انعكس مباشرة على قيمة القسط الشهري، ورفع مستوى الـ affordability لشريحة أوسع من العملاء، خاصة المصريين في الخارج، الذين ينظرون إلى التقسيط طويل الأجل باعتباره وسيلة لتخفيف عبء الالتزام المستقبلي.
وتابع صقر أن قيمة المقدم كانت كلمة السر الحقيقية، بعد أن انحاز المطور بشكل كامل للمشتري والمستثمر، من خلال مقدم 2.5% ثم 2.5% بعد 3 أشهر و5% بعد 6 أشهر، وهو ما سهّل قرار الشراء، وسمح بتجميع ضعف عدد الحجوزات مقارنة بعدد الوحدات المطروحة، مؤكدًا أن هذا النموذج يثبت أن تيسير القرار على العميل أهم بكثير من تحصيل سريع، حتى وإن تطلب الأمر صبرًا من المطور وشركات التسويق.
وأوضح صقر أن هذه الفلسفة نفسها كانت أساس نجاح منصة فريدة في خلق عدد كبير من صفقات إعادة البيع (Resale)، لأن تخفيض عبء المقدم فتح الباب أمام عدد أكبر من المستثمرين، وهو ما لم يكن ليحدث لو تم فرض مقدم 10% دفعة واحدة، حيث تصبح الصفقة أثقل والعائد أقل.
وأكد صقر أن المشروع لم يكتفِ بالحلول المالية، بل قدّم حلولًا ذكية في التخطيط والتنفيذ، سواء من خلال تصميم المسطحات المائية، حيث تم تخصيص نحو 70% من البحيرات بارتفاعات سنتيمترات غير مخصصة للسباحة، بما يقلل التكلفة والمخاطر والصيانة، مقابل تركيز المسطحات القابلة للسباحة في منطقة السكن الفندقي التي تم تسعير المتر فيها بين 70 و80 ألف جنيه، في نموذج يربط القيمة بالسعر بشكل منطقي.
وأضاف صقر أن احترام الطلب الحقيقي كان حاضرًا بقوة، في مشروع بوتيك على مساحة 31 فدانًا بعدد وحدات محدود، حيث استجاب المطور للطلب الاستثنائي وفتح مراحل لم تكن مطروحة في الإطلاق، مستفيدًا من دروس السنتين الماضيتين التي أثبتت أن تجاهل الطلب المؤكد في توقيت الإقبال قد يؤدي إلى خسائر وندم لاحق عند دخول السوق في فترات ركود.
وشدد صقر على أن الأزمات هي الفيصل الحقيقي بين المطورين، ففي أوقات الرواج يبدو الجميع ناجحًا، لكن في أوقات التحديات تظهر الفروق في التخطيط والحلول والقدرة على التنفيذ، مؤكدًا أن الأرقام لا تكذب، وأن الإنشاءات على أرض الواقع هي المعيار الحقيقي، وليس الحفلات أو اللافتات الإعلانية.
وأشار صقر إلى أن من الطبيعي عند بيع 2000 وحدة مقابل 4000 حجز أن يكون هناك 2000 عميل سعيدين و2000 لم يتمكنوا من الشراء بالسعر الافتتاحي، خاصة في ظل متوسط Closing Rate يتراوح بين 30% و50% في هذه الصناعة، وهو أمر يعكس حجم الطلب الحقيقي وليس خللًا في السوق.
واختتم صقر بالتأكيد على أن دور SDC ومنصة فريدة هو تمكين المصريين في الخارج من الحصول على موضع قدم في الفرص العقارية الحقيقية، إلى جانب تعريف مجتمع فريدة بعالم الملكية الجزئية والاستثمار المؤسسي مع كبار المطورين، مشيرًا إلى أن تجربة دومينار تمثل نموذجًا لمطور بنى مكانته خطوة بخطوة، ملتزمًا بالبناء والتسليم رغم التحديات، وأن المستقبل لا يصنعه من يولد كبيرًا، بل من يراكم الثقة مشروعًا بعد مشروع.
الرابط المختصر: https://propertypluseg.com/?p=161779










