صرح محمد سكراوي خبير التكنولوجيا العقاريه ، أنه دائما ما تكمن أسباب المشكلات والتحديات في قطاع البناء والتشييد في البيانات المجزأة أو غير الواضحة، وقال سكراوي أنه مع تزايد التحول الرقمي في قطاع البناء، أصبحت أهمية البيانات الواضحة والمركزية أساسية لضمان نجاح المشاريع العقاريه في مراحل البناء والتشييد.
وأضاف سكراوي ، تُعد البيانات المجزأة أحد الأسباب الرئيسة وراء التأخيرات وإعادة العمل في مشاريع البناء ، حيث أنه عندما يتم الإعتماد على أدوات جمع البيانات المتفرقة والقديمة، تنشأ فجوات في التواصل واتخاذ القرارات، ما يؤدي إلى عدم اتساق المعلومات بين الأطراف المعنية، ويسبب أولويات متضاربة وقرارات غير منسقة تؤخر الإنجازات في مراحل تنفيذ المشروعات العقاريه ، وتؤثر في النتائج الإجمالية بالتأكيد ، حيث أنه وفقاً للعديد من التقارير، يقضي المتخصصون في البناء ما يقرب من 5.5 ساعات أسبوعياً في البحث عن بيانات المشروع، ما يؤدي إلى فقدان الإنتاجية وزيادة المخاطر ، كما أن 48% من إجمالي إعادة العمل في البناء تعود مباشرة إلى ضعف إدارة البيانات وسوء التواصل.
وأوضح سكراوي ، يعزز الذكاء الاصطناعي فوائد الأنظمة المركزية بشكل كبير من خلال تحليل كميات كبيرة من البيانات، يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي تحديد الأنماط والاتجاهات التي قد لا تكون واضحة على الفور لمديري المشاريع ، فعلى سبيل المثال، يمكن للتحليلات التنبؤية التنبؤ بالتأخيرات المحتملة استناداً إلى بيانات تاريخية، ما يُمكّن مديري المشاريع من اتخاذ إجراءات استباقية ، حيث يمكن لتبني الذكاء الاصطناعي في البناء تحسين الإنتاجية بنسبة تصل إلى 15%، ما يوفر مليارات الدولارات سنوياً.
وأشار سكراوي ، إلي أن البيانات غير المركزية تؤدي إلى تباطؤ عمليات اتخاذ القرار، وغالباً ما يواجه مديرو المشاريع صعوبة في الوصول إلى معلومات موثوقة ومحدثة، ما يسبب تأخيرات غير ضرورية في عمليات التنفيذ والانشاء وفقاً لدراسة أجرتها شركة (McKinsey)، للاستشارات الاستراتيجية والإدارية، فإن إنتاجية قطاع البناء نمت بنسبة 1% فقط سنوياً خلال العقدين الماضيين، مع اعتبار العمليات المجزأة مساهماً كبيراً في هذا البطء ، حيث تُعد مركزية البيانات على منصة واحدة تغييراً جذرياً لمشاريع البناء، فمن خلال إتاحة الوصول إلى معلومات موثوقة في الوقت الحقيقي، تُخفف الأنظمة المركزية للبيانات من أوجه القصور الشائعة وتعزز التعاون داخل عمليات تنفيذ المشروعات خلال المراحل الانشائيه ، ويساهم هذا الأسلوب الموحد في تقليل سوء الفهم والتأخير، إذ يضمن أن جميع أعضاء الفريق يعملون على تحقيق الأهداف نفسها ، كما توفر الأنظمة المركزية رؤى في الوقت الحقيقي حول تقدم المشروع، ما يُمكن الفرق من مراقبة المؤشرات الرئيسة، وتحديد المشكلات المحتملة ومعالجتها قبل أن تتفاقم ، ووفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة (Dodge Data & Analytics) للبيانات، فإن المشاريع التي تستخدم بيانات في الوقت الحقيقي تشهد انخفاضاً في التأخيرات بنسبة 20% مقارنة بالطرق التقليدية.
وإختتم سكراوي ، تعمل الأنظمة المركزية أيضاً على تحسين المساءلة من خلال توفير مصدر واحد للحقيقة، ويتم تحديد المسؤوليات والمواعيد النهائية والتقدم بشكل واضح وسهل التتبع، ما يضمن التزام جميع أعضاء الفريق بأدوارهم ، ومن خلال اعتماد منصة رقمية، تمكنت الفرق الميدانية من الوصول إلى أحدث المخططات والتغييرات التصميمية في الوقت الفعلي ، كما يسمح ذلك من الوصول الفوري بحل المشكلات خلال ساعات بدلاً من أيام، ما أدى إلى تقليل إعادة العمل بنسبة 40%، وبقي المشروع في المسار المحدد، وفي حدود الميزانية، ما يبرز قيمة البيانات في الوقت الحقيقي والتواصل المُنظم ، كما يتمثل مستقبل صناعة البناء في قدرتها على تسخير قوة البيانات، من خلال معالجة أخطار البيانات المجزأة واعتماد الأنظمة المركزية، يمكن للمهنيين تقليل التأخير، وتقليل إعادة العمل، وتسليم المشاريع بكفاءة أكبر ، وأخيرا يعزز دمج الذكاء الاصطناعي هذه الفوائد، ما يجعل البناء المعتمد على البيانات حقيقة ملموسة ، مما يؤكد ذلك علي ضروره لتبني التحول المعتمد على البيانات؛ وذلك لأن كل دقيقة لها قيمة في عالم البناء.
الرابط المختصر: https://propertypluseg.com/?p=134694