نظمت الجمعية المصرية البريطانية للأعمال (BEBA) يوم الثلاثاء، لقاءًا خاصًا على شرف السيد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والذي ألقى كلمة رئيسية ثم عقدت حلقة نقاشية بعنوان «العصر الجديد للذكاء الاصطناعي: التحديات والفرص».
في البداية، رحب المهندس خالد نصير، رئيس مجلس إدارة BEBA بالضيوف الحاضرين، كيم بيونج كوان، القائم بأعمال سفارة كوريا الجنوبية في القاهرة ؛ الدكتور شريف سامي، الرئيس السابق لهيئة الرقابة المالية المصرية ؛ الدكتور شريف محمد فاروق، رئيس الهيئة القومية للبريد ؛ المهندس علي عيسى، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين ؛ والسيد مهند خالد، رئيس غرفة التجارة المصرية – البريطانية.
وخلال كلمته الرئيسية، قدم الوزير الدكتور عمرو طلعت رؤى قيمة حول استراتيجية الذكاء الاصطناعي في مصر.
وأضاف أنه في عام 2019 شكلت الحكومة المصرية المجلس القومي للذكاء الاصطناعي، حيث يجمع أصحاب المصلحة، لتكوين شراكة بين المؤسسات الحكومية والأكاديميين البارزين والممارسين من الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى وجود ثروة هائلة من البيانات ناتجة عن كافة منظومات الرقمنة التى تعمل فى الدولة منذ عشرات السنوات؛ موضحًا أن التحدى يكمن فى كيفية إدارة هذه البيانات وما تشمله من عدة مفاهيم ومحاور فى غاية الأهمية تتعلق بحماية خصوصية البيانات وتنظيم تبادل البيانات وكيفية استخدام هذه البيانات وإنتاج أكبر عدد منها، واستخدامها فى التنبؤ واتخاذ سبل القرارات المناسبة.
كما سلط الضوء على رفع تصنيف مصر في مؤشرات الذكاء الاصطناعي العالمية، حيث قفز أكثر من 50 مركزًا من المركز 111 إلى المركز 62 بين عامي 2019 و 2023، ومع ذلك، تسعى الوزارة إلى الارتقاء بالأداء الحكومي بعد إطلاق المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2024-2029.
وأضاف “نعتقد بالتأكيد أن مصر تستحق… أفضل بكثير من المرتبة 62، وهو أحد أهداف المرحلة الثانية من استراتيجيتنا القومية للذكاء الاصطناعي”.
وأشار إلى المرحلة الثانية من الاستراتيجية تهدف إلى تحسين أداء الحكومة، وتعزيز الاستثمار، وزيادة الوعي العام بالذكاء الاصطناعي، وجذب الاستثمارات لمراكز البيانات، وخلق بيئات عمل مبتكرة، وتمكين إدارة مراحل دورة حياة البيانات المحلية، وتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي، وبناء منصة تكنولوجية قائمة على تطوير تكنولوجيا البيانات الضخمة.
وأطلقت مصر العديد من المبادرات والمنصات للتدريب والتعليم في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك منصة Mahara-Tech، والتي تهدف إلى دعم الشباب المصري والعربي في بدء أو تطوير حياتهم المهنية في مجال تكنولوجيا المعلومات من خلال تقديم محتوى تعليمي عالي الجودة يقدمه خبراء تكنولوجيا المعلومات.
وقال الوزير”أن البيانات هي المورد الطبيعي الجديد التي أصبحت الشريان الرئيسي للذكاء الاصطناعي”، مؤكدًا أن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وتحييد البيانات التي تغذي الذكاء الاصطناعي مسألة محورية للغاية يجب معالجتها من خلال وضع قواعد وأنظمة لحقوق التأليف والنشر وحماية البيانات.
وعقب كلمة الوزير، بدأت حلقة نقاشية ضمت ثمانية مسؤولين رفيعي المستوى تضمنت كلًا من؛ مروة عباس، مدير عام في IBM، سحر البزار، عضو البرلمان المصري ونائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية، محمود الخطيب، نائب الرئيس، مدير الأعمال بفودافون مصر، البروفيسور جاي دالي، نائب رئيس الجامعة البريطانية في مصر (BUE)، أحمد طنطاوي، كبير مستشاري وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري والمدير المؤسس لمركز لابتكار التطبيقي، محمد فهمي، المدير العام و الرئيس التنفيذي لشركة Sequence Ventures، طارق سيف النصر، رئيس تنمية المشروعات Falak Startups، وأدارها كريم رفعت، مؤسس ورئيس مجلس الإدارة شركة N Gage Consulting.
هذا وركزت الحلقة النقاشية بشكل أساسي على فوائد الذكاء الاصطناعي ومخاطره، حيث قالت مروة عباس إن شركة IBM تعمل في مصر منذ 70 عامًا في قلب قطاع تكنولوجيا المعلومات، بما في ذلك 12 عامًا في الذكاء الاصطناعي.
وأضافت أن شركتها تعتقد أن الذكاء الاصطناعي يدور حول التحالفات والانفتاح على التعاون واحترام السياسات والقوانين الحاكمة، مشيرة إلى أن الشركة تعمل على التأكد من قابلية النتائج للشرح وجذابيتها للمستخدمين النهائيين.
وأشارت إلى تبني IBM الذكاء الاصطناعي الأخضر مع اتباع نهج يتمحور حول الإنسان تجاه الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدراتها مع تبني الممارسات الأخلاقية.
من جانبها، قالت سحر البزار، عضو البرلمان المصري ونائبة رئيس لجنة الشؤون الخارجية، إنه يتعين على الحكومة وضع لوائح وسياسات تحكم استخدام حلول الذكاء الاصطناعي وأهمية خلق بيئة استثمارية جذابة، مشيرة إلى مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي لتسليط الضوء على والد طفلين انتحر بعد التحدث مع برنامج الذكاء الاصطناعي لمدة شهرين.
علاوة على ذلك، قال البروفيسور جاي دالي ، إن BUE تؤمن بتقديم تعليم يركز على الطلاب يكون فيه الذكاء الاصطناعي هو المفتاح.
كما أشار محمود الخطيب، مدير الأعمال في شركة فودافون مصر، إلى أن هناك حاجة للاستعداد لجميع مخاطر الذكاء الاصطناعي لضمان التأهب لجميع التحديات التي قد تنشأ.
وأكد أن الحكومة والقطاع الخاص مطالبان بالتعاون في بناء مراكز البيانات وأنه يؤمن بالنظام البيئي المصري والشركات الناشئة التي يمكنها جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
ومن جانبه أوضح أحمد طنطاوي، كبير مستشاري وزير الاتصالات، أن الحكومات مطالبة ببذل جهودها الخاصة للاستفادة من حلول التكنولوجيا الناشئة، وخاصة الذكاء الاصطناعي.
كما سلط الضوء على تطبيقات تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية مثل علاج السرطان وفحص مرض السكري، مشيرًا إلى الحاجة إلى بيانات من مصر لتطوير حل مصمم خصيصًا، مع أحقية الحكومة القيام باستثمارات غير مباشرة في الصناعة.
من ناحية أخرى، قال طارق سيف النصر إنه علم لأول مرة بالذكاء الاصطناعي في بطولة العالم للشطرنج، موضحًا أن التحديات الرئيسية التي تواجه الشركات الناشئة في مصر هي العثور على نموذج تدريبي باللغة العربية بلهجات مختلفة، وهو ما يعملون عليه. في Falak Startups.
كما أشار إلى ضرورة تخصيص المزيد من الموارد المالية لحلول الذكاء الاصطناعي تمامًا مثل حكومة المملكة العربية السعودية التي تخطط لإنشاء صندوق يقدر بحوالي 40 مليار دولار للاستثمار في الذكاء الاصطناعي.
وأوضح أن صندوق التكنولوجيا المخطط له سيجعل المملكة العربية السعودية أكبر مستثمر في العالم في مجال الذكاء الاصطناعي مما يعكس أهمية الذكاء الاصطناعي.
وفي النهاية اختتم محمد فهمي، الشريك الإداري في Sequence Ventures، قائلا: “يجب على الحكومة زيادة استثماراتها في تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنها بحاجة إلى العمل على التكامل مع القطاع الخاص لتعزيز هذه الصناعة”.
وأشار إلى أنه مع تزايد الاستثمارات الحكومية الاستراتيجية وتواجد المواهب المناسبة، تمتلك مصر كل الأدوات اللازمة للابتكار والقيادة.
الرابط المختصر: https://propertypluseg.com/?p=111547