أشار المعماري الاستشاري الدكتور مهندس محمد طلعت، رئيس مجلس إدارة شركة محمد طلعت معماريون، إلى ضرورة إحداث نقلة نوعية في فلسفة تصميم المدن.
واضاف طلعت: “لم يعد يكفي أن تكون المدن ذكية أو مستدامة وحسب، بل يجب أن تُصبح ‘مدناً واعية’ و**’عاطفية’**، تستشعر نبض الإنسان وتستجيب لاحتياجاته النفسية والروحية العميقة.
وذكر طلعت ؛ نحن على أعتاب حقبة جديدة تتجاوز فيها العمارة مجرد الجماليات والوظائف، لتركز على خلق مساحات تحتضن الروح وتعزز الرفاهية البشرية الشاملة.”
وأوضح طلعت أن هذا التوجه يأتي في ظل التحديات العصرية التي تفرض ضغوطاً غير مسبوقة على الصحة النفسية والعقلية لسكان المدن. وذكر أن البيئات الحضرية التقليدية غالباً ما تُهمل التأثيرات الدقيقة للعناصر المعمارية على السلوك البشري والمزاج العام.
وألمح طلعت ؛ إلى أن تحقيق هذا المفهوم يعتمد على دمج غير مسبوق بين أحدث ما توصل إليه علم الأعصاب المعماري (Neuro-Architecture) والقدرات التحليلية الهائلة للذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة. واستكمل حديثه قائلاً: “لن يقتصر الأمر على جمع البيانات عن حركة السكان، بل سنتمكن من فهم كيفية تفاعل الألوان، الإضاءة، المواد، والأشكال المعمارية مع الدماغ البشري، مما يسمح لنا بتصميم مساحات تُقلل التوتر، تعزز الإبداع، وتُشجع على التفاعل الإيجابي، وتُحسِّن من جودة الحياة على مستويات عميقة.”
وأشار طلعت إلى أن مصر، بمدنها الجديدة ومشروعاتها العمرانية العملاقة، مؤهلة لتكون رائدة عالمياً في تطبيق هذا النموذج المبتكر. واختتم حديثه بدعوة جميع الشركاء وصناع القرار لتبني هذا الفكر الجريء، مؤكداً أن المستقبل يتطلب عمارة لا تبني هياكل فحسب، بل تصوغ أرواحاً، وتُشكل مجتمعات بشرية تزدهر بالوعي والإحساس.
الرابط المختصر: https://propertypluseg.com/?p=142777