صرح محمد سكراوي – خبير التكنولوجيا العقارية والتسويق الرقمي ؛ بأن صناعة العقارات في المملكة العربية السعودية شهدت نموًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، مما جعلها واحدة من أكثر الأسواق جاذبية للاستثمار في المنطقة، و يعود هذا النمو إلى العديد من العوامل الإيجابية التي تشمل النمو السكاني والتوسع الحضري المستمر، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من المبادرات الحكومية لتعزيز الاستثمار وتحسين بيئة الأعمال مثل تسهيلات تراخيص البناء وتحفيز الاستثمارات العقارية في القطاعات السياحية والترفيهية والصناعية، وقد ساهمت هذه العوامل في زيادة الطلب على العقارات السكنية والتجارية في السوق العقاري السعودي.
وأضاف سكراوي ، أنه مع النمو المسارع في قطاع العقارات، يزداد الاهتمام بالتقنيات الحديثة والاعتماد عليها بشكل مطرد، حيث تساهم التكنولوجيا العقارية (بروبتيك) في احداث نقلة نوعية في طريقة شراء وبيع وإدارة العقارات في المملكة العربية السعودية بالإضافة إلى خفش التكاليف وإثراء تجربة المستخدم وتحسين جودة الحياة.
وذكر سكراوي ، يساعد استخدام تكنولوجيا العقارات في إدارة جوانب مختلفة في صناعة العقارات، بدءًا من المبيعات والتسليم، وصولاً إلى إدارة المرافق وعمليات الصيانة وإدارة العقود، وغيرها ، حيث تتضمن تلك التقنيات برمجيات الحاسوب وتطبيقات الهواتف المحمولة، بالإضافة إلى أجهزة محددة مثل أجهزة الاستشعار والكاميرات وتقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، كما أنه في السنوات الأخيرة، ازداد الاستثمار في هذا القطاع الواعد بشكل كبير ففي عام 2000 كان حجم الاستثمارات في تكنولوجيا العقارات عالميًا بضعة ملايين من الدولارات، ولكن بحلول عام 2020 وصلت قيمة الاستثمارات إلى 10 مليارات دولار.
وأشار سكراوي ، بأن تكنولوجيا العقارات تشهد الأن نموًا سريعًا في المملكة العربية السعودية، وتستمر في التطور بقوة مع نمو سوق العقارات والذي من المتوقع أن يحقق معدل نمو سنوي مركب ثابت يبلغ 7.89% خلال الفترة من 2023 إلى 2028. مدفوعًا بزيادة الطلب على العقارات السكنية، والإدارية، والترفيهية، والصناعية، بالإضافة إلى رؤية 2030 والتي تهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة وتطوير البنية التحتية، مع التركيز القوي على اعتماد التقنيات المبتكرة مثل منصات إدارة البناء وتكنولوجيا العقارات “بروبتك” ، حيث يهدف دمج هذه التقنيات المبتكرة في قطاع العقارات إلى تعزيز الكفاءة والشفافية وتحسين تجربة العملاء بشكل عام. وستلعب التكنولوجيا دورًا حاسمًا في تشكيل مستقبل صناعة العقارات في المملكة العربية السعودية، حيث توفر حلولًا عملية وتعزز فرص النمو غير المسبوقة.
وألمح سكراوي ، إلي أن هذا النمط من التكنولوجيا ستساهم في تحقيق تحول جذري في كيفية تسوية الصفقات العقارية، وتوفير أدوات إدارة متقدمة للممتلكات، وتحسين تجربة المشترين والمستأجرين، مما يتعين على الشركات والمستثمرين الاستفادة من إمكانات التكنولوجيا العقارية للاستفادة القصوى من النمو المتسارع في سوق العقارات السعودي، ومن بعض صور الاتجاهات الرئيسية في تكنولوجيا العقارات في السعودية الأن، استخدام تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز لتقديم جولات افتراضية للعقارات وتعزيز تجربة المشترين، بما يمكن للمستخدمين استكشاف العقارات ومشاهدتها بشكل واقعي من خلال تطبيقات الهواتف المحمولة أو النظارات الذكية ، وكذلك منصات إدارة العقارات ، حيث تقدم المنصات السحابية لإدارة العقارات حلاً شاملاً لتسهيل عمليات الإيجار، والتأجير، وإدارة العقود، والصيانة، و توفر هذه المنصات واجهة سهلة الاستخدام تسمح للملاك والمستأجرين بالوصول إلى المعلومات بسهولة وفعالية، كما يمكن للملاك إدارة العقود وتتبع الدفعات المالية وجداول الصيانة، في حين يمكن للمستأجرين تقديم طلبات الصيانة ودفع الإيجار بسهولة من خلال هذه المنصات، بالإضافة إلى ذلك، تعزز هذه المنصات التواصل والتفاعل بين الملاك والمستأجرين من خلال إرسال الإشعارات وتبادل الرسائل، مما يسهم في تحسين تجربة العملاء وتسهيل عمليات إدارة العقارات بشكل شامل، هذا بجانب تحليلات البيانات العقارية، حيث يتم استخدام تحليلات البيانات لفهم الاتجاهات السوقية وتحليل الأداء العقاري. يمكن للشركات والمستثمرين استخدام هذه التحليلات لاتخاذ قرارات استراتيجية مدروسة وتحقيق أقصى قدر من العائد على الاستثمار.
وإستكمل سكراوي ، بأن هناك فرص واعدة لتكنولوجيا العقارات “بروبتيك” في المملكة العربية السعودية ، وذلك في إطار العديد من المشاريع العملاقة في إطار رؤية المملكه 2030، مثل المدن الذكية التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتعزيز الاستدامة، من خلال دمج التقنيات الحديثة ، و من بين هذه المشاريع، تبرز مدينة نيوم التي تهدف إلى إنشاء مدينة مستقبلية في شمال غرب المملكة بتكلفة استثمارية تصل إلى 500 مليار دولار ، تعتمد هذه المدينة الطموحة على تبني تقنيات مبتكرة وممارسات مستدامة لتشكيل مستقبل الحياة الحضرية، بالإضافة إلى مشاريع أخرى مثل مدينة الملك سلمان للطاقة والرياض الخضراء والقدية، تفتح هذه المشاريع الكبيرة أبوابًا واسعة لشركات تكنولوجيا العقارات لتقديم حلول مبتكرة في مجالات وإدارة المرافق والمنشآت وإدارة الطاقة النقل وغيرها ، حيث تعمل هذه المشاريع كمحفزات للابتكار في قطاع تكنولوجيا العقارات، وتمهد الطريق لنمو الصناعة وتحقيق تأثير مستدام يفوق التوقعات.
وإختتم سكراوي تعمل تكنولوجيا العقارات “بروبتيك” على إحداث نقلة نوعية في صناعة العقارات، وذلك ليس فقط على المستوى العالمي، ولكن أيضًا في المملكة العربية السعودية، حيث يزداد الاعتماد على التقنيات الحديثة في قطاع البناء والتشييد وقطاع إدارة العقارات ، كما تساعد تكنولوجيا العقارات في إعادة رسم ملامح القطاع العقاري من خلال تبسيط وتحسين عمليات شراء وبيع العقارات، وتحسين إدارة الممتلكات والعقارات، وتعزيز التواصل والتفاعل بين الملاك والمستأجرين، وتعزيز الكفاءة وتقليل التكاليف ، كما تتيح التكنولوجيا العقارية تجارب واقعية وتفاعلية لاستكشاف العقارات وتصور التصاميم قبل البناء الفعلي، هذا يوفر للعملاء فهمًا أفضل للعقار ويساعدهم في اتخاذ قرارات أكثر استنارة.
الرابط المختصر: https://propertypluseg.com/?p=122979