صرّح محمد سكراوي، خبير تكنولوجيا المعلومات وتطوير الأعمال، بأن الطفرة العالمية في الذكاء الاصطناعي تمثل فرصة استراتيجية للدول العربية، وفي مقدمتها مصر، لتسريع التحول نحو اقتصاد المعرفة وتعزيز مكانتها في سلاسل القيمة التكنولوجية العالمية، إذا ما تم الاستثمار الصحيح في البنية الرقمية ورأس المال البشري والبحث العلمي التطبيقي.
العالم يدخل مرحلة إعادة توزيع القوة التكنولوجية
وأوضح سكراوي أن التحالفات الكبرى بين شركات الذكاء الاصطناعي العالمية، مثل OpenAI وNvidia وAMD، لا تعيد فقط رسم خريطة القوة داخل وادي السيليكون، بل تعيد أيضًا تشكيل الاقتصاد العالمي على أسس جديدة قوامها البيانات والقدرة الحسابية والخوارزميات.
وأشار إلى أن العالم يشهد حالياً انتقال مركز الثقل من الاقتصادات الصناعية إلى الاقتصادات الرقمية، وهو ما يفرض على الدول النامية تبني سياسات جريئة للدخول في منظومة إنتاج الذكاء الاصطناعي، لا الاكتفاء بالاستهلاك أو الاستيراد.
فرص واعدة للاقتصاد المصري والعربي
وأكد سكراوي أن مصر تمتلك مقومات قوية تؤهلها لتصبح مركزًا إقليميًا لتقنيات الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط، بفضل بنيتها التحتية الرقمية المتطورة نسبيًا، وموقعها الجغرافي المحوري، إلى جانب حجم سوقها الكبير وتنوع كفاءاتها البشرية في مجالات البرمجة والهندسة والتحليل الرقمي.
وأضاف أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي لا يعني فقط تطوير تطبيقات ذكية، بل خلق منظومة اقتصادية جديدة تشمل التعليم، والطاقة، والنقل، والرعاية الصحية، والخدمات الحكومية، بما يجعل من التكنولوجيا محركًا مباشرًا للنمو الشامل وتحسين جودة الحياة.
التحول الرقمي العربي يحتاج إلى إرادة سياسية واستثمار مستدام
وأشار سكراوي إلى أن نجاح التجارب العالمية في الذكاء الاصطناعي يستند إلى ثلاث ركائز رئيسية:
1. توافر بنية تحتية رقمية متكاملة تشمل مراكز بيانات ضخمة وشبكات إنترنت عالية الكفاءة.
2. تعاون مؤسسي بين القطاعين العام والخاص لتطوير حلول تطبيقية محلية.
3. إطار تشريعي وتنظيمي مرن يدعم الابتكار ويحمي في الوقت ذاته خصوصية البيانات وحقوق المستخدمين.
وأوضح أن بعض الدول العربية بدأت بالفعل خطوات في هذا الاتجاه، من خلال إنشاء مجالس وطنية للذكاء الاصطناعي وإطلاق استراتيجيات للتحول الرقمي، إلا أن المرحلة المقبلة تتطلب انتقالًا من مستوى الاستراتيجيات إلى مستوى التنفيذ العملي والاستثمار في التطبيقات الصناعية والتعليمية.
الذكاء الاصطناعي أداة لتعظيم الإنتاجية وليست بديلاً عن الإنسان
وشدّد سكراوي على أن الذكاء الاصطناعي ليس تهديدًا لسوق العمل كما يُصوّره البعض، بل فرصة لرفع كفاءة العمالة البشرية وتحويلها إلى وظائف أكثر إبداعًا وابتكارًا.
وأضاف أن دمج الذكاء الاصطناعي في القطاعات الإنتاجية يمكن أن يرفع الإنتاجية بنسبة تصل إلى 30% خلال خمس سنوات، وفقًا لتقارير اقتصادية عالمية، وهو ما ينعكس على النمو الاقتصادي وفرص التوظيف ذات القيمة المضافة العالية.
مصر أمام لحظة فارقة في مسارها التكنولوجي
واختتم محمد سكراوي تصريحه مؤكدًا أن مصر أمام لحظة تاريخية فارقة تُمكّنها من الانتقال من دولة مستهلكة للتكنولوجيا إلى دولة مُنتجة ومُصدّرة للحلول الذكية، إذا ما تم الاستثمار في الكفاءات المحلية والشراكات الدولية.
وقال إن الرهان الحقيقي اليوم هو الاستثمار في الإنسان المصري المبدع، لأنه القادر على تحويل الذكاء الاصطناعي من مفهوم مستورد إلى صناعة وطنية تخلق وظائف وتُعزّز تنافسية الاقتصاد المصري والعربي في المستقبل القريب
الرابط المختصر: https://propertypluseg.com/?p=152440