صرح الدكتور محمد رزق – رئيس مجلس إداره شركه ERG للتطوير العقاري والتنميه السياحيه ؛ بأن الذكاء الاصطناعي أصبح فاعلا هاما في صناعه العقار وتعزيز جدواه الاقتصاديه ، حيث بدأ سوق العقارات في العالم باكتشاف كيفية الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة البيانات الهائلة والتي تم جمعها من بيانات العقارات وأسعارها، ووثائق الاتفاقات المُبرمة عبر السنوات الطويلة، وكذلك جميع العمليات التشغيلية من خلال الأنظمة ذات الصلة، مما يوفر الكثير من الوقت والجهد.
وأضاف رزق أن الذكاء الاصطناعي لا يُحاكي الجهود المبذولة في تحليل البيانات الهائلة وحسب، بل ويعزز تقييم أداء إدارتها بشفافية، كما يقوم بالتنبؤ المستقبلي بالقرارات الأفضل في مجال صناعه الاستثمار العقاري ، وقد ازداد الاعتماد الاستراتيجي على الذكاء الاصطناعي لدى الكثير من صناع العقار عالميا ، خاصة تلك الاستخدامات الاستراتيجية ، والتي تشمل القدرة على تقييم قيمة العقارات المستقبلية ، وكذلك الاستشارات التي تتم بين العملاء وأدوات حوار برامج الذكاء الاصطناعي في منصات شركات العقارات من أجل البحث عن وشراء المنازل المناسبة وخوض الاستثمارات المربحة، بما يمكن العملاء من معرفة واختيار الخبراء في سوق العقار حسب تقييماتهم و معدلات نجاحهم.
وأوضح رزق ، تشمل استخدامات الذكاء الاصطناعي أيضاً ملائمة عمليات إدارة الأصول عبر المحافظ العقارية والتي تُقدر بمليارات الدولارات ، كما باتت العديد من الدول تعتمد علي الذكاء الاصطناعي في عمليات الرهن العقاري، من خلال العثور على نوع القروض المثالية عبر العديد من الاختيارات في هذا الامر ، وتقديم اقتراحات للكيفية المثلى لسداد تلك القروض، ويساعد أيضا في العثور على المستثمرين المناسبين لتلك القروض ، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي يُساعد في العثور على العقارات المتوقع بيعها خلال الأسابيع والشهور القادمة، حيث يُمكن التواصل لاحقاً مع مالكيها، والحصول على احتمالية أعلى لشرائها، من خلال تحليل البيانات التاريخية لشراء وبيع تلك العقارات وتغير مالكيها ، كما يُستخدم الذكاء الاصطناعي في عمليات أتمتة المباني وتشغيلها، عبر تقنيات إنترنت الأشياء، كما هو الحال في المباني والمدن الذكية.
وأشار رزق إلي كبرى الشركات التقنية العالمية ؛ والتي أطلقت العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتي تتوفر بها العديد من المميزات الهامة والتي يحتاجها العالم في تحسين الأداء، وأحد تلك التطبيقات هو تطبيق يساعد على إدارة المساحات في الشركات والمكاتب والمنازل، للتقليل من هدر المساحات، حيث تبلغ نسبة الهدر حول العالم حاليا ما بين ٣٠% و٤٠%. كما يساعد التطبيق على إعادة تصميم المساحات حسب متطلبات المؤسسات والأفراد، وبذلك، يساعد هذا التطبيق في خفض التكاليف ورفع كفاءة التكلفة ، كما توجد تطبيقات آخري تقوم بتحليل وتقدير كمية وصول أشعة الشمس داخل الغرف المختلفة في العقار، خلال اليوم وعلى مدار العام، ويتم ذلك اعتماداً على عدد وحجم وزوايا النوافذ والأبواب، وتقديرات الطقس ودرجات الحرارة. ويقوم التطبيق ايضا بتحليل عدد الشكاوى والتعليقات السلبية الخاصة بتلك العقارات. وبالتالي، يتم تحديد قيمة البيع والشراء للباحثين ووكلاء العقارات ، كما أن هناك تطبيقات تُمكن شركات البناء من متابعة تقدم عمليات إنشاء المباني في الوقت الحالي، وكذلك التنبؤ المستقبلي، بشكل ثلاثي الأبعاد. وبذلك، يكون المقاولون والمطورون قادرين على فهم عوامل التأخير والتنبؤ بالتقدم وتكاليف البناء بدقة. ويُمكن أيضا للتطبيق الذكي، من خلال البيانات المتوفرة للمواد المستخدمة في البناء، الكشف المبكر عن الأخطاء مما يوفر نحو ١١% من الميزانيات ويزيد الإنتاجية بنحو ٣٨%.
وإستكمل رزق ، إن أحد الجوانب الأكثر أهمية في صناعة العقارات هو تقييم العقارات، والذي يحدد سعر السوق والعائد المحتمل على الاستثمار للمشترين والبائعين. ومع ذلك، فإن الطرق التقليدية للتقييم، مثل تحليل السوق المقارن ونهج الدخل، غالبا ما تستغرق وقتا طويلا، وغير موضوعية، وعرضة للأخطاء. وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي، الذي يقدم طريقة أسرع وأكثر دقة وموثوقية لتقدير قيمة الأصول العقارية، كما يمكن للذكاء الاصطناعي الاستفادة من مجموعات البيانات الكبيرة والمتنوعة، مثل المبيعات التاريخية والموقع والمرافق والتركيبة السكانية واتجاهات السوق، لإنشاء نماذج متطورة يمكنها التنبؤ بقيمة العقار بدقة عالية ، ولعل بعض فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي لتقييم العقارات هي خفض التكاليف وزيادة الكفاءة، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة عملية التقييم، مما يوفر الوقت والمال لمحترفي العقارات والعملاء، كما يمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا توفير تقييمات فورية ومحدثة، مما يتيح اتخاذ قرارات أسرع وأكثر استنارة ، وكذلك تحسين الدقة والاتساق،حيث يمكن للذكاء الاصطناعي القضاء على التحيز البشري والأخطاء، وتوفير تقييمات أكثر موضوعية واتساقًا. يمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا أن يأخذ في الاعتبار العوامل المعقدة والديناميكية، مثل حالة العقار، وجودة الحي، وتأثير الأحداث الخارجية، مثل الكوارث الطبيعية أو التقلبات الاقتصادية، على قيمة العقار ، هذا بجانب تعزيز الشفافية والثقة، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم تقييمات واضحة وقابلة للتفسير، مع إظهار مصادر وأوزان البيانات المستخدمة والمنطق الكامن وراء التوقعات، وهذا يمكن أن يزيد من ثقة ورضا أصحاب المصلحة المشاركين في الصفقة، فضلا عن تقليل مخاطر النزاعات والتقاضي ، وأخيرا زيادة الفرص والابتكار: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكشف عن رؤى وأنماط جديدة من البيانات، ويكشف عن القيمة المخفية والإمكانات للخصائص، كما يمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا تمكين نماذج وخدمات أعمال جديدة، مثل التسعير الديناميكي، والتوصيات الشخصية، والعقود الذكية، التي يمكن أن تخلق المزيد من القيمة والراحة لصناعة العقارات.
وإختتم رزق ، لا يشكل الذكاء الاصطناعي في مجال العقارات تهديدًا للعنصر البشري، فهو أداة قوية وشريك استراتيجي يمكنه تعزيز واستكمال القدرات والخبرات البشرية، ومن خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مجال العقارات لتحقيق النجاح والابتكار، يمكن لصناعة العقارات خلق المزيد من القيمة والرضا لعملائها وأصحاب المصلحة، وتحقيق مستويات جديدة من التميز والقدرة التنافسية.
الرابط المختصر: https://propertypluseg.com/?p=130446