صرّح د. محمد راشد، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة التطوير العقاري، أن الساحل الشمالي لم يعد مجرد وجهة سياحية موسمية، بل تحول إلى محور استراتيجي لإعادة رسم الخريطة العقارية في مصر، بما يحمله من مشروعات عمرانية كبرى قادرة على تغيير معادلة التنمية العمرانية على المدى الطويل.
وأوضح راشد أن الدولة المصرية وضعت رؤية جديدة للساحل الشمالي تقوم على تحويله من “شاطئ صيفي” إلى منطقة متكاملة للعيش والعمل والاستثمار، من خلال مشروعات بنية تحتية قوية، ومدن جديدة مثل العلمين الجديدة، التي تعد نموذجًا واضحًا للدولة متعددة الأقطاب العمرانية.
وأشار إلى أن هذا التوجه يفتح الباب أمام إعادة توزيع الكتلة السكانية، ويعزز من فرص الاستثمار العقاري محليًا وإقليميًا، خاصة مع دخول كيانات تطوير كبرى وضخ استثمارات بمليارات الجنيهات، ما يخلق سوقًا عقاريًا متنوعًا يجمع بين السكن الدائم، والسياحة، والأنشطة الاقتصادية والخدمية.
وأضاف راشد أن الخريطة العقارية في الساحل الشمالي الآن تشهد إعادة تعريف كاملة لمفاهيم التصميم العمراني والأنشطة الاقتصادية المرتبطة به، حيث لم تعد المشروعات مقتصرة على الوحدات السياحية، بل شملت مجالات التعليم، الصحة، التجارة، والخدمات الذكية، وهو ما يعكس توجهًا جديدًا نحو “العمران الشامل”.
السيناريوهات المستقبلية
وألمح د. محمد راشد إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد عدة سيناريوهات محتملة لتطور الخريطة العقارية في الساحل الشمالي:
• السيناريو الأول: أن يتحول الساحل إلى قطب عمراني مستقل قادر على جذب الكتل السكانية بشكل دائم، بما يشبه المدن الكبرى في شرق المتوسط.
• السيناريو الثاني: أن يصبح محورًا اقتصاديًا عالميًا يربط بين التجارة والسياحة والخدمات اللوجستية، مستفيدًا من موقعه الجغرافي وقربه من أوروبا.
• السيناريو الثالث: أن يلعب دورًا محوريًا في تعزيز الجاذبية الاستثمارية لمصر، ليكون واجهة للعقارات الفاخرة والمدن الذكية، بما يجذب رؤوس الأموال العربية والدولية.
البعد السياسي–الاقتصادي
وأكد د. محمد راشد أن ما يحدث في الساحل الشمالي لا ينفصل عن الاستراتيجية المصرية لإعادة التموضع إقليميًا، موضحًا أن العمران الساحلي أصبح أداة من أدوات القوة الناعمة المصرية، حيث يجذب الاستثمارات، ويعيد تشكيل الخريطة السياحية، ويؤكد على قدرة الدولة على تقديم نموذج تنموي عصري يضعها في مصاف الدول الرائدة على ساحل المتوسط.
وأشار إلى أن هذا التحول يعكس رؤية الدولة في تحويل العمران إلى ذراع سياسي واقتصادي، قادر على دعم الموقف المصري في ملفات الطاقة، والتجارة، والسياحة، باعتبار الساحل الشمالي واجهة جديدة لمصر أمام العالم.
ختام
واختتم د. محمد راشد تصريحه بالتأكيد على أن إعادة تشكيل الخريطة العقارية في الساحل الشمالي تمثل خطوة استراتيجية تعكس قدرة مصر على إعادة هندسة جغرافيا العمران بما يتماشى مع خطط التنمية المستدامة ورؤية الدولة 2030، مؤكدًا أن القادم سيشهد مشهدًا أكثر نضجًا وجاذبية للاستثمار العقاري المحلي والدولي
الرابط المختصر: https://propertypluseg.com/?p=148303