اكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ان استراتيجية مصر الرقمية تقوم على ثلاثة ركائز أساسية دفع عجلة التحول الرقمى فى كافة قطاعات الدولة، وصقل المهارات الرقمية بما يعزز من قدرة شبابنا على الالتحاق بوظائف فى ظل اقتصاد المعرفة، ورعاية الإبداع الرقمى… وتلك الركائز بدورها تستند على ممكنين رئيسيين: الاستثمار فى تحسين كفاءة البنية التحتية المعلوماتية وانتشارها فى مصر، وبناء سياج تشريعى مُنظم للقطاع وجاذب للاستثمارات.
واضاف الوزير خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمى لمنظمى الاتصالات اليوم انه لضرورة النفاذ لخدمات الإنترنت للجميع والتزاماً بسد الفجوة الرقمية، تسهم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات باستثمارات هائلة لتطوير البنية التحتية التكنولوجية فى كافة القرى المصرية من خلال المشروع القومى الطموح “حياة كريمة” لتكون حياة كريمة رقمية… ففى عصر اقتصاديات المعرفة بات النفاذ للإنترنت حقاً أصيلاً لكل مواطن وأصبح الاتصال بالعالم سمة العصر، وهو ما يتطلب تدخل الحكومات لضمان وصول الخدمة لبناء اقتصاد رقمى دامج الذى يعد الأساس الذى تُبنى عليه مصر الرقمية، بعيداً عن الدراسات التجارية للمشاريع التى قد تحول دون تمتع كافة فئات المجتمع بخدمات الصوت والإنترنت… هذا الاعتبار هو ما دفعنا لتمويل مشروعات مد كابلات الألياف الضوئية والتشارك مع مشغلى المحمول فى كلفة بناء محطات المحمول فى أكثر من 4 آلاف قرية بواقع 9 مليون وحدة سكنية خلال الثلاث سنوات القادمة. كما ندرك أن النفاذ للخدمة وحده لا يقضى على الفجوة الرقمية التى تحتم التوسع فى مبادرات محو الأمية الرقمية وبناء الثقافة الرقمية والتمكين الاقتصادى الرقمى
ولفت الى انه تتكامل استثماراتنا فى البنية التحتية فى قرى حياة كريمة مع استثماراتنا فى بناء قدرات أهلنا القاطنين فيها من خلال برامج تمكنت من محو الأمية الرقمية لدى 70 ألف مواطن فى الريف المصرى ضمن المرحلة الأولى من مشروع حياة كريمة بعشرين محافظة، يشمل الإجمالى 38 ألف سيدة أى بنسبة 56% ، وهذه الإحصائية ليست مصادفة، بل تعكس التزاماً راسخاً بتمكين المرأة رقمياً بما ينعكس أيضاً على تمكينها اقتصادياً واجتماعياً حيث حرصنا على مشاركة المرأة فى إحداث أثر فى محيط مجتمعها فسعدنا بمشاركة حوالى 90 رائدة معرفة ومكلفة وواعظة بالإضافة إلى 425 ميسرة من المجلس القومى للمرأة لتنفيذ مبادرة “حياة كريمة رقمية” بعد أن حصلوا على تدريب يؤهلهم لذلك.
واشار الى ان ذلك إضافة إلى مشروعات التحول الرقمى القطاعية لتبسيط الإجراءات وزيادة كفاءة منظومات العمل الحكومية وآليات تقديم خدمات المواطنين، نقيم مشروعات تبرز دور التكنولوجيا المحورى فى تصحيح التفاوتات فى النفاذ للخدمات الصحية والتعليمية… فأقمنا 300 وحدة صحية بها أجهزة التشخيص عن بعد بالتعاون مع وزارة الصحة لتوسيع نطاق الرعاية الصحية للقرى والمناطق النائية التى تعانى من ندرة فى أعداد الأطباء المتخصصين.
واوضح ان اليوم تعبر الإنسانية حقبة تشهد تطورات تكنولوجية مطردة غيرت من أنماط العمل ومن طبيعة المهارات التى تتطلبها الأسواق فالحاضر رقمى ودورنا أن نعد الأجيال القادمة لمستقبل رقمى متغير قائم على التعلم السريع، وهو أمر تعيه الحكومة المصرية وتضعه ضمن أولويات سياساتها، و يظهر ذلك جلياً فى تضاعف استثمارات بناء القدرات الرقمية فى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أكثر من 25 ضعفاً خلال الخمس سنوات الماضية، وزيادة أعداد المتدربين أكثر من 55 ضعفاً ليصل إلى قرابة 250 ألف متدرب خلال العام المالى الحالى ومستهدف مضاعفته بإطلاق برامج جديدة تستهدف النشء من طلاب المدارس فى جميع أنحاء الجمهورية.
كما نقيم مراكز للإبداع الرقمى فى كل محافظات الجمهورية توفر خدمات احتضان الشركات الناشئة بالشراكة مع حاضنات أعمال من القطاع الخاص، وتوفر مساحات للعمل بخدمات إنترنت فائق السرعة لأبنائنا من المهنيين المستقلين. أطلقنا ثمانية مراكز فى ثمان محافظات خلال عام 2022 وخلال عام 2023 سنطلق ثلاثة عشر مركزاً جديداً ومستمرون فى تنفيذ خطتنا ليبلغ عدد مراكز إبداع مصر الرقمية ثلاثين مركزاً تغطى كل أنحاء البلاد. كما أطلقنا معمل الابتكار الحكومى لدعوة الشركات الناشئة لتطوير تطبيقات حكومية تسرّع من تبنى الحكومة لحلول مبتكرة لخدمة الجمهور. كذلك نحرص على التمكين الرقمى والدمج المجتمعى لأبناء مصر من ذوى القدرات الخاصة فأقمنا الأكاديمية الوطنية للأشخاص ذوى الإعاقة فى عام 2018 لتكون مركزاً للتدريب وحاضنة للشركات الناشئة العاملة فى مجال التكنولوجيات المساعدة.
واوضح الوزير ان ما تم استعرضه مجرد نماذج لجهودنا نحو بناء مستقبل رقمى مستدام لأبناء مصر يكرس هدف بناء مصر الرقمية ويبلوره، ولعل المؤشرات تعكس المردود الملموس لها، حيث تقدمت مصر فى مؤشر جاهزية الحكومة للتحول الرقمى الصادر عن البنك الدولى من التصنيف (ج) فى عام 2018 إلى (ب) فى 2020، صعوداً إلى التصنيف (أ) فى عام 2022. كذلك أثمرت جهود بناء القدرات الرقمية ونشر ثقافة العمل عن بعد والعمل الحر عن تطور عدد المهنيين المستقلين كنسبةٍ من السكان مما أدى إلى صعود مركز مصر من السادس عالمياً إلى الرابع ما بين عامى 2019 و 2022. وفى عام 2021 أصدرت مؤسسة رولاند برجر مؤشر الشمول الرقمى والذى صنف مصر كثالث أسرع دولة نمواً فى تحقيق الشمول الرقمى. أما على صعيد البنية التحتية الرقمية فأدت الاستثمارات فى شبكة الألياف الضوئية وتحسين تجربة المستخدمين إلى احتفاظ مصر بالمركز الأول لأسرع إنترنت فى أفريقيا منذ عام 2021 صعوداً من المركز الأربعين فى عام 2018.
واكد الوزير على إيمان مصر الراسخ بضرورة بناء مستقبل رقمى مستدام يتكيف مع التطورات التكنولوجية المتسارعة ويستفيد من مستحدثاتها، يعلى حقوق المواطنين فى لعب دور فاعل فى الاقتصاد الرقمى، ويضمن حقوق المستخدمين ويحمى بياناتهم وكيانهم من الجرائم الإلكترونية
واشار الى ان مجتمعٌ تساوى التكنولوجيا بين أفراده بما تتيحه من خدمة كافة شرائح المجتمع من كبارٍ ونشء، سيداتٍ ورجال، باختلاف قدراتهم البدنية والذهنية. سنظل نعمل بالتعاون مع القطاع الخاص والمجتمع المدنى وبالتشاور مع شركائنا فى المنظمات الدولية كالاتحاد الدولى للاتصالات وباقى المنظمات الدولية التى تعد شريكاً هاماً لمصر لكى نحقق حلم بناء مصر الرقمية.
الرابط المختصر: https://propertypluseg.com/?p=83510