قال المهندس عمرو جزارين، رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم بيراميدز ، إن مشروع تطوير منطقة الأهرامات يمثل نقطة تحول تاريخية في إدارة واستغلال المناطق الأثرية في مصر، مشيرًا إلى أن المشروع يجسد شعار مؤتمر “من التراث إلى المستقبل”، ويعد أول نموذج ناجح للشراكة بين الدولة والقطاع الخاص في تطوير منطقة أثرية.
إسناد تطوير الهرم للقطاع الخاص قرار جريء
قال جزارين في لقائه ببرنامج الجدعان REAL STATE، إن قرار الدولة بإسناد تطوير منطقة الأهرامات لشركة من القطاع الخاص كان قرارًا جريئًا وشجاعًا، ويُعد الأول من نوعه في مصر، موضحًا أن العقد المبرم مع أوراسكوم كان البداية لعقود مماثلة لاحقة لتطوير المتاحف والمناطق الأثرية الأخرى.
وأضاف: “الدولة تأخرت طويلًا في تطوير هذه المنطقة رغم أهميتها العالمية، ولم يكن من المنطقي أن نبني أعظم متحف في العالم بجوار منطقة أثرية تعاني من الإهمال وسوء الإدارة.”
وأشار جزارين إلى أن منطقة الأهرامات كانت تعاني سابقًا من فوضى كبيرة، سواء في الدخول أو الخدمات أو الممارسات السلبية التي كانت تسيء لسمعة المقصد السياحي المصري.
وقال: “كانت هناك شكاوى متكررة من الزحام، والتحرش، وسوء معاملة الزوار، لدرجة أن عدد زوار الأهرامات لم يتجاوز 2.5 مليون سنويًا، معظمهم مصريون، في حين أن مواقع أثرية أقل قيمة في العالم تجذب أكثر من 15 أو 20 مليون سائح سنويًا.”
وأوضح أن المشروع يهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في تجربة الزيارة، من خلال تحسين الخدمات والبنية التحتية وتطبيق معايير عالمية في إدارة المواقع التراثية.
وأكد جزارين أن الشركة تستهدف مضاعفة أعداد الزائرين بحلول نهاية العام المقبل، مع التركيز على زيادة نسبة السياح الأجانب، مع الحفاظ على أهمية السياحة الداخلية التي اعتبرها “عمود الاقتصاد السياحي في فترات الأزمات”.
وأضاف: “نريد أن يرى السائح في زيارته للأهرامات صورة جديدة لمصر — نظيفة، آمنة، حضارية، وتحترم الإنسان والحيوان على حد سواء.”
وأشار إلى أن المشروع يتضمن برامج متخصصة لرعاية الخيول والجمال المستخدمة في المنطقة، بعد أن كانت شكاوى سوء معاملة الحيوانات سببًا في عزوف بعض السياح عن زيارة الأهرامات في السابق.
واستعرض جزارين تفاصيل خطة التطوير، موضحًا أن الزيارة أصبحت تعتمد على نظام النقل الداخلي الكهربائي “Hop On – Hop Off” عبر سبع محطات رئيسية داخل المنطقة، تتيح للسائح التحرك بحرية دون تلوث أو ضوضاء.
وقال: “جعلنا المنطقة الأثرية صديقة للبيئة بالكامل، دون عوادم أو اهتزازات تؤثر على الأثر، كما راعينا أن يكون الهرم هو البطل الوحيد في المشهد، فجميع الألوان والتصميمات مستوحاة من لون الصحراء للحفاظ على الهوية البصرية المتناغمة.”

إيرادات الأهرامات بالكامل للدولة
وفي رده على ما يُثار حول ملكية المشروع أو تسعير التذاكر، أكد جزارين أن إيرادات الأهرامات بالكامل تؤول إلى الدولة المصرية، وأن شركة أوراسكوم مسؤولة فقط عن إدارة التشغيل وتطوير الخدمات.
وأضاف بلهجة حاسمة: “كل إيراد يخرج من الهرم يذهب للدولة بالكامل، والتسعير تحدده وزارة السياحة والآثار، ولا صحة لما يتردد بأن أوراسكوم استحوذت على الأهرامات أو على إيراداتها.”
وأوضح جزارين أن المدخل الرئيسي للمنطقة الأثرية أصبح الآن من طريق الفيوم بدلًا من مدخل مينا هاوس القديم، مشيرًا إلى أن تجربة الدخول تمثل 50% من تجربة الزائر.
وقال: “المبنى الجديد للزوار يعد الأضخم من نوعه في العالم لأي موقع أثري، وهو مصمم ليهيئ السائح لتجربة مختلفة تمامًا من خلال مركز تفاعلي يضم ماكيتات ومعلومات عن الأهرامات وتاريخها.”

افتتاح رسمي متزامن مع المتحف المصري الكبير
وكشف جزارين أن التشغيل التجريبي بدأ في أبريل الماضي بنظام الـSoft Opening، مؤكدًا أن الافتتاح الرسمي الكامل للمشروع سيكون بالتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير في نوفمبر المقبل.
وأوضح أن هناك تنسيقًا مستمرًا مع إدارة المتحف لتوفير تذاكر موحدة للزيارة المشتركة بين المتحف ومنطقة الأهرامات.
وقال: “نتعاون مع القائمين على المتحف لتسهيل تجربة الزائر، بحيث يمكنه شراء تذكرة موحدة لزيارة المتحف والمنطقة الأثرية في يوم واحد، وهو ما سيضاعف من القيمة الاقتصادية والثقافية للزيارة.”
وختم جزارين تصريحاته قائلاً: “أكثر ما أسعدني هي الرسائل التي تصلنا من الزوار الذين يقولون إنهم أصبحوا فخورين بما نملكه، بعدما كانت العائلات المصرية تخشى زيارة الأهرامات سابقًا. اليوم التجربة آمنة، راقية، وممتعة، وتعكس الوجه الحقيقي لمصر التي تستحق أن تُزار وتُحترم“.
الرابط المختصر: https://propertypluseg.com/?p=154537










