قال خالد سليم، الخبير العقاري، إن هناك بعض العوامل التي تؤدي إلى عدم نجاح شركات التطوير العقاري والتسويق العقاري، وتمنعها من الاستمرار، وتتضمن هذه العوامل وجود خلافات بين الشركاء وتعدد وجهات النظر والآراء بين الشركاء، وهو ما يضع الشركة الناشئة على طريق الفشل ويجعل استمرارها داخل السوق أمر مستحيل، لذا يجب على الشركاء الاتفاق على جميع الأمور من البداية.
وأضاف أن هذه العوامل تتضمن إنشاء الشركة برأس مال أقل من المطلوب، وهو ما يقضي على المشروع في بدايته، لأن ذلك سيجعل صاحب العمل عاجزًا أمام مواجهة أية ظروف أو أزمات قد تمر بها الشركة وبالتالي يؤدي ذلك إلى الانهيار بشكل سريع.
وتابع: قلة حاجة السوق للمشروع، حيث يجب أن يكون المشروع مميز، لكن يجب أن يتوفّر به شرط آخر يغفل عنه الكثير من أصحاب العمل وهو احتياج السوق أو العملاء لهذ المشروع، مشيرا إلى أن هناك العديد من الشركات الناشئة التي تحاول حل المشاكل وتتمحور نشأتها حول مشروعات تفشل لأن هذه المشروعات لا تلبي احتياجات السوق أو العملاء.
وأضاف أن اختيار فريق عمل الشركة الناشئة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى نجاح أو فشل الشركة، لذا يجب على صاحب العمل اختيار فريق عمل الشركة بعناية بحيث يكون متنوعًا وبخبرات طويلة وتصنع بينهم علاقات ناجحة في العمل لأن الخلافات بالطبع ستؤدي إلى فشل الشركات الناشئة.
وأشار إلى أن عدم وجود الشغف للفكرة، أحد عوامل فشل الشركات الناشئة، حيث أن قلة الشغف الخاص بفكرة المشروع أو المنتج من قبل صاحب العمل يحول المشروع إلى عمل تجاري بحت هادف للربح فقط، وبالتالي يجب توفّر الشغف لهذه الفكرة حتى يستطيع صاحب العمل الاستمرار والنجاح بها.
وقال إن بدء الشركة دون ممول في البداية من الأمور الجيدة التي تمنح صاحب العمل استقلالية في القرارات وتقيه من خطورة الانسحاب بشكل مفاجئ، ولكن البقاء على هذا الوضع لفترة طويلة يعرّض الشركة للفشل، لأن تدفق الأموال في المشروع يحميه من الأزمات المالية التي تتكرر على المدى الطويل.
ولفت إلى أن اهتمام صاحب الأعمال بإعداد مشروعات مميزة، كما يعمل على تكوين شبكة من العلاقات القوية، وقد أمّن لشركته تمويلًا جيدًا، ثم يقوم بإهمال اختيار الموقع المناسب للشركة وهذا يؤدي لفشل الشركة بكل تأكيد، لأن الموقع المناسب له دور أساسي في نجاح الشركة لأنه كلما كان قريب من الفئة المستهدفة كلما زادت نسبة مبيعاته بشكل أكبر.
وقال إن التسويق أداة أساسية لترويج منتجات الشركات فهو يمنح الشركات الناشئة شهرة وصيتًا واسعًا، وإهماله والتعامل معه كأمر ثانوي يضر بإسم الشركة المشروعات التي تقدمها بل ممكن أن يجعلك تخسر شركتك، كما يجب ألا يقيس صاحب العمل استجابات الجمهور وملاحظاتهم بناءًا على رأيه الشخصي، حيث أن شغفه بمشروعه لا يعني بالضرورة أن يستجيب لها الجمهور أو العملاء بنفس الشكل حتى لا تقع في خطأ صناعة مشروع لا يرغب به أحد غيرك.
وأوضح أن من أبرز الأسباب التي تُفشل الشركات الناشئة، الاشتراك في العديد من المشاريع في نفس الوقت وهذا يؤدي إلى حالة من التشتت بين العديد من الاختيارات والتي تؤدي بصاحب الشركة في النهاية إلى خسارة شركته فالحماس الزائد أحيانًا غير مستحب تماما، كما يظن الكثير من أصحاب الشركات الناشئة أن الأمر يسير بسهولة وأنه من الممكن أن يقوم بعمل كل شيء طوال الوقت ولا يُدرك إلا متأخرًا أن إنشاء شركة ناشئة يعني أنه بذلك يفقد جزءً كبيرًا من وقته الشخصي وحياته الشخصية ومحاولة فرض التوازن ستجعله يدور في دائرة مغلقة من الإرهاق والتي تنتهي بالطبع بخسارة كل الجانبين العمل والحياة الشخصية.
ونوه أنه على فريق العمل ان يتولّى بعض مهام ومسؤوليات رئيس الشركة من البداية وهذا بشكل أساسى يفشل الشركات الناشئة لهذا السبب وهو الأكثر شيوعًا من أخطاء الإدارة، فالتمسك بالقرارات الخاطئة لفترة طويلة يجعل استدراك الخطأ محاولة فاشلة وغير مجدية كالتمسك بمشروع سيء على أمل النجاح يجعله ذلك عرضة للانضمام إلى الكثير من الشركات الفاشلة لنفس السبب.
وقال إن الوقت من أهم عوامل نجاح تسويق المشروع، فإذا تم توفير المشروع قبل توفر الحاجة إليه قد يجعل فرصة البيع والتسويق منعدمة، وكذلك إذا أتى المشروع متأخرًا سيكون الجمهور قد حصل بالطبع على مشروعات، لذا فإن اختيار التوقيت من أهم الأسباب التي تؤدي إلى فشل الشركات الناشئة.
وأضاف أن بعض أصحاب الأعمال قد يرى أن طلب المساعدة ممن حوله أو النصيحة سيضر ذلك بصورته كصاحب شركة أو قد تكون النصيحة خاطئة تضر بعمله، فيُعرض بذلك عن طلب المساعدة ممن حوله من شبكة علاقاته، ويرى أن يبحث ويجرب بذاته أفضل وذلك يضعه تحت احتمالية الفشل التي وقعت فيها العديد من الشركات الناشئة.
وأشار إلى أن عدم وجود رؤية مستقبلية يجعل المطور عاجزا حائرًا أمام سؤال ثم ماذا بعد؟، وقد يظن أنه يمكنه أن يبدأ بوضع خطة في هذا الوقت للشركة لتعمل بها، ولكن هذا الخطأ من الممكن أن يجعل الشركة الناشئة تفشل كما حدث مع العديد من الشركات التي وقعت في نفس الخطأ.
ونوه أنه من أصعب مراحل إدارة المشروع هو كيفية تحديد سعر الخدمة المناسب، فإذا وُضعت أسعارًا مبالغًا فيها تقتل المبيعات وبالمقابل إذا وُضعت أسعارًا منخفضة يؤدي ذلك إلى تراجع المبيعات بسبب شعور المستهلكين بأن مشروعك جودتها رديئة فدائما ضع السعر المناسب وخصوصا مع هذه الايام و احتمالات صعود سعر الدولار.
وأشار إلى انشغال بعض أصحاب الشركات بالمنافسة الذي لا ينبغي أن تهتم به الشركات الناشئة، فإن تركيز صاحب العمل يجب أن يكون على النتائج والمخرجات وذلك بالطبع يتم إهداره بهوس المنافسة الغير صحي والذي يُعد من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى فشل الشركات.
وقال إن عدم دراسة القوانين الخاصة بإنشاء الشركات وبالتحديد الخاصة بنوع الشركة التي يرغب صاحب العمل إنشاءها وبالطبع تؤدي به إلى مشلكل دائما او فشل شركته، كما أنه لا يوجد شركة ناشئة تستطيع أن تحقق أهدافها وتضمن استمراريتها في السوق دون الاعتماد على نظام إداري مناسب وإدارة جيدة لأنها تضع الخطط والسياسات التي تضمن تحقيق أهدافها وتحقق توازن الشركة وتعاون فريق العمل داخلها وسوء الإدارة أو عدم وجود نظام إداري مناسب يؤدي بالطبع إلى فشل الشركة.
الرابط المختصر: https://propertypluseg.com/?p=65191