قال احمد ابو علي الباحث الاقتصادي، أن وجود بيئة نظيفة يمثل عاملاً أساسياً في ضمان قدرة الأفراد على أن يعيشوا حياة صحية ومنتجة، حيث من الممكن استثمار الموارد العامة والخاصة في النهوض بعملية التنمية، موضحاً أن الدولة المصرية أولت اهتماماً كبيراً بالمشروعات الاستثمارية الخضراء، علي مدار الـ ٨ سنوات الماضيه جاء في مقدمتها مشروعات النقل، التي وصلت نسبتها إلى 50% من نسبة المشروعات الخضراء التي رصدتها الوزارتين ضمن الإصدار الأول 2021 لدليل معايير الاستدامة البيئة، في محاولة لتقليل الانبعاثات الضارة الناتجة عن وسائل النقل التقليدية، ليظهر بعد ذلك ما يسمى بمصطلح «النقل الأخضر»، أو النقل الصديق للبيئة.
أوضح أن سبب اهتمام الحكومة المصرية بالنقل الأخضر، هو الانبعاثات الضارة الناتجة عن وسائل النقل التقليدي، حيث أن قطاع النقل العالمي أنتج ما يقرب من 7.3 مليار طن متري من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عام 2020 بما يمثل نحو 24% من انبعاثات العالم، كما إن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية الناتجة من سيارات الركاب فقط، بلغت ذروتها عند 3.2 مليار طن متري، عام 2019، والتي انخفضت عام 2020 بسبب جائحة الكورونا فقط.
أشار إلى أن قطاع الطيران المدني قد ساهم أيضاً بنسبة 8%، والنقل البحري 11%، والسكك الحديدية 3% من انبعاثات قطاع النقل، ولعل الدول العشر التي سجلت أكبر انبعاثات من وسائل النقل عام 2020 هي الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند والبرازيل واليابان وكندا وألمانيا والمكسيك وإيران، وساهمت هذه الدول معًا بنسبة 53 ٪ من انبعاثات النقل العالمية حتى عام 2022، كما أن مصادر الطاقة المستهلكة في قطاع النقل زادت بحوالي 44٪ في الـ 15 عاماً من القرن الحادي والعشرين، صاحبها زيادة في إجمالي الانبعاثات بنسبة 31٪ فقط، ما يعكس بعض النمو في الكفاءة، حيث أنه حدثت هناك زياده في الطلب على النفط في قطاع النقل بنحو 25٪.
أكد أن تحقيق الاستدامة البيئية من خلال النقل الاخضر يتطلب مجموعة شاملة من التحسينات، تتناول الوقود النظيف ،وكفاءة المركبات، والسيارات الكهربائية، وتخطيط المدن، ونقل الأشخاص والبضائع، هذا بالإضافة إلى أهمية كهربة قطاع النقل، باعتباره جزءً مهمًا لتحدي انبعاثات هذا القطاع المتزايدة لأنها تقضي على انبعاثات العادم الناتج عن حرق الوقود الحفري وتعمل على خفضها إلي الصفر تقريباً.
الرابط المختصر: https://propertypluseg.com/?p=64623