قال أحمد كيرة رئيس مجلس إدارة شركة حروف للاستشارات السياحية والفندقية، إن مصر ما زالت “دولة ذات مقومات سياحية” وليست “دولة سياحية” بعد، رغم ما تمتلكه من إمكانيات طبيعية وثقافية فريدة.
وأوضح خلال لقائه ببرنامج الجدعان REAL STATE، أن مصر تتمتع بكل العناصر التي تؤهلها لتكون من أهم المقاصد السياحية في العالم، سواء من حيث التنوع البيئي أو التراثي أو التاريخي، لكنها ما زالت بحاجة إلى تطوير البنية التحتية السياحية وتغيير بعض المفاهيم داخل المجتمع ليتبنى “الوعي السياحي الكامل”.
وأشار كيرة إلى أن السوق الفندقي في مصر تسيطر عليه خمس مجموعات دولية كبرى، وهي: ماريوت، أكور، راديسون، إنتركونتيننتال (IHG)، وهيلتون، حيث تمتلك هذه المجموعات ما يقرب من 70 إلى 80% من الطاقة الفندقية في مصر.
وأضاف: “كنت دائمًا أرى ضرورة الربط بين المستثمر المصري وهذه الشركات العالمية، لذلك فكرت في تأسيس شركة متخصصة لخلق هذا الجسر، بهدف إدخال علامات فندقية جديدة لم تدخل السوق المصري بعد مثل بولغري، مندرين أورينتال، شانغري-لا، وروز وود.”
الأسعار في مصر ما زالت أقل بكثير من المعايير العالمية
وأوضح أن الفجوة السعرية بين مصر والمقاصد السياحية المنافسة ما زالت كبيرة، قائلاً: “في حين يصل متوسط سعر الغرفة في فنادق مثل بولغري إلى نحو 2000 دولار في الليلة، فإن مصر بالكاد تصل إلى 300 أو 400 دولار في أفضل حالاتها، رغم أن بعض المنتجعات في الساحل الشمالي حققت نحو 1000 دولار في موسم الصيف فقط.”
وأشار إلى أن جذب العلامات الفندقية العالمية يتطلب بيئة سياحية متكاملة تضمن الربحية والاستدامة، مؤكدًا أن هذه الشركات لن تأتي إلا عندما ترى منظومة سياحية متكاملة وليست مجرد مقومات متناثرة.
القطاع الخاص يقود تطوير السياحة
وأشاد الخبير بالمبادرات التي أطلقتها الحكومة بالتعاون مع القطاع الخاص، خاصة بعد المؤتمر الأول في فبراير الماضي، والذي نتج عنه إصدار قانون ينظم بيوت العطلات (بيوت الإجازات)، معتبرًا ذلك خطوة مهمة لتقنين الإيجارات قصيرة المدى ووضعها تحت رقابة وزارة السياحة.
وأضاف: “بيوت الإجازات تمثل فرصة مهمة لجذب العملة الصعبة، فهي تمنح السياح تجربة مرنة وآمنة في إطار قانوني منظم، بخلاف ما كان يحدث في سوق الشقق المفروشة سابقًا.”
الساحل الشمالي نموذج ناجح لتكامل السياحة مع العقار
واعتبر أن التجربة الناجحة لمجموعة ترافكو في منتجع «الماظة باي» مثال واضح على نجاح التكامل بين القطاعين العقاري والسياحي، مشيرًا إلى أن عدد رحلات الطيران العارض لمطار مرسى مطروح تجاوز هذا العام 45 رحلة أسبوعيًا، مقارنة بنحو 15 رحلة فقط في العام الماضي.
وأوضح أن هذا التطور يعكس النمو الحقيقي في الطلب على المقاصد السياحية المصرية عندما تتوافر لها البنية والخدمة المناسبة.
وفيما يتعلق بالاستثمار العقاري السياحي، أوضح الخبير أن مفهوم “البراند ريزيدنس” أو الشقق الفندقية المعنونة يمثل مستقبل العلاقة بين التطوير العقاري والصناعة الفندقية، موضحًا أن هذا النموذج سبقنا إليه العديد من الدول مثل دبي.
وقال كيرة: “الفكرة تقوم على أن يشتري العميل وحدة سكنية تحت إدارة فندقية عالمية، فيستفيد منها سواء بالإقامة أو بالإيجار، وهو ما يوفر للمطور تمويلاً جزئيًا للبنية الفندقية يصل إلى 40% من التكلفة.”
التطبيق الفعلي للقوانين هو مفتاح النهضة السياحية
وختم كيرة تصريحاته بالتأكيد على أن مصر تمتلك الآن القوانين الكافية لتنظيم القطاع، لكن التحدي الحقيقي يكمن في التطبيق الفعلي والالتزام بالمعايير السياحية الدولية، قائلاً: “صناعة السياحة والفنادق ليست تجارة، بل صناعة حقيقية تتطلب تطويرًا مستمرًا، ومواكبة لما يحدث عالميًا في الخدمات والإدارة والجودة“.
الرابط المختصر: https://propertypluseg.com/?p=154533










