كشف ماهر السيد مدير مركز مصر الثقافي الإسلامي ومسجد مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة عن مجموعة من التفاصيل المبهرة الخاصة بالتصميم الداخلي والهندسة الإنشائية للمسجد ودار القرآن، مؤكدًا أن جميع الأعمال نُفذت بالكامل بأيادٍ وخامات مصرية خلال 30 شهرًا فقط.
وأوضح في لقائه مع الإعلامية رانيا الشامي، ببرنامج تعمير على قناة أون، أن المسجد يضم أثقل نجفة في العالم بوزن يصل إلى 25 طنًا، مثبتة داخل القبة الخرسانية بواسطة 146 أوزان تثبيت، كما تُعد أكبر نجفة في العالم من حيث المساحة إذ يبلغ طولها وعرضها 22 مترًا × 22 مترًا. وتم تشييد المسجد على 12 عمودًا بمساحة داخلية تبلغ 110×110 مترًا، مع مراعاة المزج بين التراث الإسلامي المصري القديم وفنون العمارة الحديثة.
وأكد أن جميع الزخارف النحاسية داخل المسجد مصنوعة يدويًا وبكاملها صناعة مصرية 100%، مشيرًا إلى أن المسجد يتسع لـ 12 ألف مصلٍ داخليًا، وترتفع الساحات العلوية والسفلية بالاستيعاب الإجمالي إلى نحو 131 ألف مصلٍ، ليكون أحد أكبر مساجد المنطقة العربية.
وتحدث عن أبرز التحديات الهندسية التي واجهت فرق التنفيذ، وفي مقدمتها ارتفاع المئذنة البالغ 176 مترًا، ورفع القبة العملاقة إلى ارتفاع يتجاوز 56 مترًا، إضافة إلى تركيب النجفة الضخمة، وهي عمليات تطلبت استخدام أنظمة رفع متقدمة وعلى مراحل متتابعة، قبل التغلب عليها بجهود “رجال مصر وشبابها” على حد وصفه.
وأضاف أن المسجد يضم 3 مداخل رئيسية، ويتفرع من كل منها قاعتان مخصصتان للسيدات تُستخدم للمصلّيات ولأنشطة تحفيظ القرآن والندوات العلمية، ومجهزة بنظام نقل حي للخطبة عبر شاشات وكاميرات مرتبطة مباشرة بالمنبر.
عمق 14 متر
وفي جولة داخل دار القرآن، أوضح أنه تقع على عمق 14 مترًا تحت سطح الأرض، ويمكن الوصول إليها عبر مصاعد مخصصة لكبار السن وذوي الإعاقة، حرصًا على إتاحة الزيارة للجميع. وتضم الدار 30 غرفة، يمثل كل منها جزءًا من أجزاء القرآن الكريم منقوشًا بالكامل على الجدران بنظام الحفر بالليزر على الرخام المصري.
وأشار إلى أن عملية إعداد النقوش تمت تحت إشراف الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية، وتمت مراجعة كل لوحة بدقة قبل تركيبها، وفي حال اكتشاف خطأ واحد كان يتم التخلص منها فورًا في المصنع.
كما يحتضن المكان المصحف العثماني النادر الذي يعود لأكثر من 1430 عامًا، ويزن 80 كيلوجرامًا، مكتوبًا بخط كوفي على جلد الغزال دون تنقيط أو تشكيل، باعتباره أحد أندر مقتنيات التاريخ الإسلامي.
وتشمل الدار أيضًا قاعات شهدت تسجيل برامج دينية أبرزها “اللؤلؤ والمرجان” لوزير الأوقاف، إضافة إلى عقد المقاريء النموذجية ومقارئ كبار العلماء التي تُقام أسبوعيًا، ويجري بث بعضها على التلفزيون المصري.
ويضم المتحف المجاور لوحات تجسد دلائل العظمة والقدرة الإلهية ومواطن ذكر مصر في القرآن والتوراة والإنجيل، مع عرض آيات ترتبط بكلمة “آمنين” المقترنة في النصوص السماوية بثلاثة مواضع فقط: الجنة – البيت الحرام – مصر. كما تتضمن المعروضات حفرًا فنيًا يجسد نهر النيل والأهرامات وجبل موسى ومسجد مصر.
وأكد أن المركز بات مفتوحًا بالكامل أمام الجمهور منذ افتتاحه في رمضان 2023، وأنه يستقبل بشكل دوري زيارات من الوفود السياحية وطلاب الجامعات والجمعيات الأهلية ووزارة الشباب والرياضة، داعيًا المصريين إلى زيارة المركز لرؤية “إنجاز معماري وروحاني صنعته الأيادي المصرية”
الرابط المختصر: https://propertypluseg.com/?p=160069










